دعاء الجمعة المستجاب لرفع البلاء وتحقيق الأمنيات في ساعة الإجابة

يأتي يوم الجمعة محملاً بنفحات من البركة والسكينة، فقد فرق الله هذا اليوم عن غيره ببعض الفضائل الروحية التي تلامس القلوب قبل الألسنة. يتوجه المسلمون في هذا اليوم المبارك إلى التضرع والذكر، مستشعرين يقينًا بأن الدعاء خلاله مقبول، خاصة في ساعة مخصوصة تختص بها هذه الجمعة دون سواها، حيث لا يرد الله دعاءً في تلك اللحظة. لذا، يحتفظ هذا اليوم بمكانة عظيمة في نفوس الجميع، ويكثر الساعون لاقتناص أجمل الأدعية التي تناسبه، ومنها ما يخص الدعاء للمتوفى والأوقات المثلى للدعاء.

في قلب العبادة، يحتل الدعاء مركزًا هامًا، فهو الصلة التي تربط العبد بربه مباشرة، مصدر السكينة والطمأنينة في كل الظروف. وقد منح الله الجمعة فضائل خاصة جعلت الدعاء فيها مستجابًا، مشددًا على صدق الإخلاص ونقاء القصد. تتنوع الأدعية المأثورة ليوم الجمعة بين طلب المغفرة والرحمة، والسعادة في الدنيا والآخرة، والهداية إلى طرق الصواب، والتفريج من الهموم والكرب، مع توسعات تطمئن القلوب وتريح النفوس، مستدعية من الله الستر والعفو والرغبة في النجاح والسداد.

يُعد يوم الجمعة فرصة ثمينة للرحمة، لا سيما للمتوفين، إذ يتوسل الأحبة إلى الله أن يرحم أرحامهم ويغفر لهم، ويجعل قبورهم نورًا وفسحة، ويرزقهم الفردوس الأعلى مع الصالحين من الأنبياء والصدّيقين والشهداء. يأتي الدعاء للميت مدفوعًا بأمل عظيم في أن يُحسن الله لهم الجزاء، ويعطف عليهم برحمته في هذه الساعة المباركة التي تُفتح فيها أبواب السماء، فتغدق على الأموات من الخير والرحمة ما يخفف عنهم عذابات القبر.

أما عن ساعة الاستجابة، فقد ذُكر أن الله قد خص يوم الجمعة بوقت لا يُرد فيه الدعاء، رغم عدم تحديد موعده بدقة، مما يدعو المؤمنين إلى الاجتهاد في الذكر طوال هذا اليوم. يرى جمهور العلماء أن هذه الساعة تكون في الساعة الأخيرة من النهار قبل غروب الشمس، وخاصة لمن ينتظر صلاة المغرب بخشوع وتأهب قلبي، بينما يرى آخرون أن وقتها يبدأ من جلوس الإمام على المنبر حتى انتهاء الصلاة. إن ما لا شك فيه أن هذه اللحظات تشكل فرصة للنفحات الإيمانية التي يغتنمها القلب العطشان لدعوة يملؤها الرجاء.

الدعاء بعد صلاة العصر يتميز بمكانة خاصة يوم الجمعة، فهو من الأوقات التي اقتربت كثيرًا من ساعة الإجابة، لا سيما في الدقيقة الأخيرة قبل غروب الشمس. خلال هذه الفترة، تتلاقى فضائل النهار مع لحظات السكون، مما يجعل الدعاء أكثر تأثيرًا، ويزيد من فرص استجابة الدعاء وتحقق الأمنيات. لذا، ينصح المؤمنون بأن يكونوا على وعي بهذه اللحظات، وأن يستغلوا سكون الأرض وهدوء الطبيعة للتقرب إلى الله بدعاء نابض باليقين والإخلاص.

فضل الدعاء يوم الجمعة عظيم، إذ يصادف يومًا مباركًا اختصه الله بالبركات والرحمات التي تتضاعف فيه الحسنات، وتفتح أبواب الرحمة والفرج. هذا اليوم يحمل في طياته هدوءًا روحانيًا وفرصة نادرة لتحصيل الطمأنينة والتخلص من الهموم. الدعاء فيه ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو باب رحب لمن يطلب المغفرة، ويرجو الخير، وينشد النجاة من الصعوبات، ويطلب من الله نعمة الأمان الداخلي والراحة في القلب.

أحمد شوقي كاتب ومحرر في موقع الرسالة خريج كلية إعلام أحب الصحافة والتحرير ولدي خبره كبيره في السيو