أسكوتلندا تستضيف مراسم خاصة لتكريم الملك تشارلز الثالث بعد شهرين من التتويج

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شكرا لقراتكم خبر عن أسكوتلندا تستضيف مراسم خاصة لتكريم الملك تشارلز الثالث بعد شهرين من التتويج

أسكوتلندا تستضيف مراسم خاصة لتكريم الملك تشارلز الثالث بعد شهرين من التتويج

بعد شهرين من تتويج الملك تشارلز الثالث في دير وستمنستر في لندن، استقبلته أسكوتلندا بمراسم عريقة للاحتفال بعلاقتها الفريدة مع الملكية شملت تاجاً، وعربات تجرها الخيول، وخيالة راكبة، وعرضاً جوياً من قبل «السهام الحمراء»، فريق العرض التابع لسلاح الجو الملكي.

ومرَّت عربة تحمل تاج الملك في أحد شوارع المدينة التاريخية يحفها من الجانبين أعداد كبيرة من المهنئين، وكانت النقطة المحورية في هذه الاحتفالية هي «قداس الشكر» في كاتدرائية سانت غايلز، حيث قدمت الأوسمة الأسكوتلندية إلى الملك تشارلز – وتشمل التاج، والصولجان، وسيف الدولة، والتي كانت تُستخدم في السابق لتتويج ملوك وملكات أسكوتلندا. كما تم ُنقل «حجر المصير»، من أهم رموز الهوية الأسكوتلندية، إلى الكاتدرائية أثناء الاحتفالات بحسب «أسوشييتد برس».

وترتبط هذه الرموز الخاصة بقومية أسكوتلندا وفخرها بتاريخها العريق. ويصف جورج غروس، خبير التتويج في كلية كينغز كوليدج لندن المراسم بقوله: «إنه ليس تتويجاً، ولكنها مراسم رمزية للغاية من زاوية أن أسكوتلندا لها هويتها الخاصة».

ويرى كثيرون أن الاحتفالات في أدنبرة هي استمرار لجهود تشارلز لتعزيز العلاقات مع شعوب الدول الأربع، التي تشكل المملكة المتحدة في الوقت الذي يحاول فيه إظهار أن الملكية التي عمرها 1000 عام لا تزال عميقة الصلة في بريطانيا الحديثة. وبعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية في سبتمبر (أيلول) الماضي، زار تشارلز آيرلندا الشمالية، وأسكوتلندا، وويلز قبل حضور الجنازة الرسمية في لندن.

تماماً كما نقلت مراسم التتويج في مايو (أيار) الماضي إشارة إلى الطبيعة متعددة الثقافات في بريطانيا اليوم، فإن القداس الكنسي شمل مزموراً باللغة الغيلية. وتسلم الملك تشارلز سيفاً جديداً من صنع الحرفيين الأسكوتلنديين يحمل اسم الملكة إليزابيث، سوف يُستخدم بدلاً من سيف الدولة الحالي، الذي صُنع عام 1507 وهو هش جداً للاستخدام في المراسم الرسمية.

مسيرة شعبية

وقد بدأت احتفالات التتويج في وقت مبكر من بعد الظهر بمسيرة شعبية في «الطريق الملكي» من قلعة أدنبرة إلى كاتدرائية سانت غايلز. ضم الموكب أكثر من 100 شخصية يمثلون الجمعيات الخيرية، وجمعيات الخدمة العامة، مثل هيئة الإسعاف الأسكوتلندية، والرابطة الملكية لألعاب المرتفعات الأسكوتلندية، ولواء الفتيات. ولحقت وحدات من الشرطة والجيش بالتشريفات الأسكوتلندية.

بعد ذلك انطلقت أفواج الخيالة الراكبة، ومجموعة من الفرق العسكرية من قصر هوليرود هاوس، المقر الرسمي للملك في إدنبرة. ثم غادر تشارلز وكاميلا القصر بعد ذلك.

مراسم رمزية وحساسيات أسكوتلندية

ومن الطريف أن الملك تسلم السيف والتاج خلال الاحتفال، لكنه لن يرتديه بسبب أن مقاسه صغير جداً، وأيضاً تفادياً لإثارة الحساسيات في أسكوتلندا التي يتجه جانب كبير من شعبها نحو الاستقلال. ولم تعتبر الاحتفالات «تتويجاً» للملك لسبب بسيط هو أن أسكوتلندا لم تعتبر مملكة في حد ذاتها منذ تشكيل دولة بريطانيا العظمى من خلال الانضمام إلى اتحاد برلماني مع إنجلترا في عام 1707 وتشير «بي بي سي» إلى أن قداس الشكر ليس حتى من الطقوس القديمة، فقد تم استحداثه للاحتفال بتتويج الملكة إليزابيث الراحلة في عام 1953. في ذلك الوقت، كان هناك قدر كبير من الجدل حول الشكل للتأكد من أنه يحترم الحساسيات الأسكوتلندية والحرص على ألا تؤخذ على أنها من تتويج ثانٍ.

تاريخياً، كانت أسكوتلندا دولة مستقلة، ثم ارتبطت بإنجلترا منذ عام 1603 بعد وفاة الملكة إليزابيث الأولى. ولأن الملكة لم يكن لها أنجال، انتقل التاج إلى ابن عمها جيمس السادس، الذي كان بالفعل ملكاً لأسكوتلندا، وتوحد البلدان تحت سيادة مشتركة.

لكن أسكوتلندا ظلت مستقلة حتى عام 1707، عندما وافق المشرعون في البلدين على قانون الاتحاد، الذي نشأت بموجبه المملكة المتحدة.

ولا شك أن الاحتفالات العامة مثلت لحظات مؤثرة شخصياً بالنسبة لتشارلز، الذي وقف تقريباً في المكان نفسه، الذي وقف فيه مراقباً في العام الماضي، وهو يشهد نعش والدته بينما يرقد تاج أسكوتلندا على غطائه.

قال غروس، الباحث الزائر في علم اللاهوت في كلية كينغز لندن: «من المهم للغاية جمع الاتحاد سوياً، تماماً كما حدث بعد وفاة والدته. بعد وفاة الملكة الراحلة، حضر مختلف المراسم في جميع أنحاء الاتحاد، وويلز، وآيرلندا الشمالية، وأسكوتلندا، وغيرها».

رسالة بيئية في حفل التتويج

أثناء كلمتها في الحفل ألقت سالي فوستر فولتون من كنيسة أسكوتلندا كلمة أمام الملك والملكة والحشد داخل كنيسة سانت غايلز قالت فيها إن المجتمع البريطاني سيكون على الطريق الصحيح إذا استوعب أن «السماء والأرض ليستا ممتلكات خاصة للإنسان»، وأضافت: «سيباركنا الرب بوضعنا على الطريق الحق إذا ما فهَّمنا أبناءنا أنهم لن يرثوا الأرض منا، بل نحن الذين استعرناها منهم ومن واجبنا أن نعيدها مثمرة غنَّاء وليست جافة عجفاء».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً