المستشارة أمل عمار في ورشة عمل “النساء إن حكين في السياسة”

المستشارة أمل عمار في ورشة عمل “النساء إن حكين في السياسة”

في صباح اليوم، قدمت المستشارة أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة، كلمة مسجلة خلال ورشة عمل عقدت عبر تقنية الفيديو كونفرانس، تناولت عرض ومناقشة نتائج المرحلة الثانية من البحث التوثيقي “النساء إن حكين في السياسة”. شهد اللقاء حضور عدد من الشخصيات البارزة، منهم المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، ووزيرة الدولة لشؤون المرأة في ليبيا، ووزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن بتونس، بالإضافة إلى فريق البحث بقيادة رئيسة مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية ومجموعة من الباحثات من الأردن والعراق والسودان.

في كلمتها، أعربت أمل عمار عن تقديرها العميق للجهود المبذولة من قبل المنظمة في توثيق تجربة النساء العربيات في المجال السياسي. وأكدت أن البحث يرتكز على شهادات حقيقية لأمهات حملن شعلة العمل العام والسياسي بإصرار وعزيمة لا تعرف الكلل، مشيرة إلى أن هذه الشهادات تمثل أكثر من مجرد سرد لتجارب شخصية، فهي ثروة معرفية وإنسانية تعكس عمق تجارب المرأة العربية في الحقل السياسي، وتقدم نماذج ملهمة للأجيال القادمة.

أوضحت المستشارة أن أهمية البحث لا تقتصر على التوثيق فقط، بل تمنح المرأة فرصة حقيقية لتسرد تجربتها من منظورها الشخصي، مكسورة القوالب النمطية والصور الجاهزة. حين تسرد النساء رحلتهن في السياسة، ينقلن قصة إنسانية كاملة تمتزج بالطموح والواجب، وبالتحديات والإنجازات، وتعكس أيضاً صراعهن بين القيود والفرص والواقع الذي يعيشنه، وما يطمحن للدفاع عنه.

المرحلة الثانية من البحث ركزت على تجارب نسائية من عدة دول عربية شقيقة مثل الأردن والسودان والعراق، ما أتاح له آفاقا واسعة لتبادل الخبرات واستخلاص ممارسات ناجحة وبناء رؤية مشتركة تعزز المشاركة النسائية في مراكز صنع القرار، وتدعم تطوير سياسات أكثر شمولاً تراعي حاجات المرأة.

تمضي أمل عمار في الإشارة إلى التحولات الكبيرة التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، حيث برز حضور المرأة في مناصب قيادية وصنع القرار، رغم تفاوت مستويات التقدم بين الدول. في هذا السياق، شددت على أن مصر تتبع نهجاً ثابتاً في تمكين المرأة، مدعومة برؤية سياسية واضحة وقرار راسخ من القيادة السياسية، حيث تضمَّن الدستور المصري الجديد نصاً صريحاً يضمن تمثيلًا نسائيًا لا يقل عن 25% في مجلس النواب، وهو ما يُعد خطوة فريدة تعكس إرادة سياسية قوية لتعزيز دور المرأة كشريك أصيل في تنمية الوطن وصنع مستقبله.

شهدت مصر في الفترة الأخيرة تجاوزًا للحواجز الزجاجية التي كانت تحد من وصول النساء إلى المواقع القيادية، حيث أصبحت المرأة تشغل مناصب بارزة في مختلف المؤسسات الحكومية، التنفيذية، التشريعية، القضائية، الاستشارية، والأمنية، في ما يمكن تسميته حقبة ذهبية للمرأة المصرية.

يؤدي المجلس القومي للمرأة دورًا محوريًا في هذا الصدد، من خلال تنفيذ برامج متخصصة لبناء القدرات القيادية، وتدريب النساء الراغبات في خوض الانتخابات البرلمانية والمحلية، بالإضافة إلى نشر الوعي السياسي والقانوني بين النساء في جميع المحافظات. كما تتعاون المؤسسة مع الأحزاب السياسية، الهيئات الوطنية، ومنظمات المجتمع المدني بهدف توسيع قاعدة المشاركة النسائية وتسهيل وصولها إلى مواقع صنع القرار على المستويين الوطني والمحلي.

خلال الورشة، أعربت أمل عمار عن ثقتها بأن المناقشات ستسهم في بناء رؤية أعمق وأوضح حول الاحتياجات الحقيقية لتعزيز مكانة المرأة في الحياة السياسية، وترسيخ حضورها كقوة فاعلة في صياغة ملامح المستقبل العربي.

حاصل علي كلية الدراسات الإسلامية جامعه الازهر الشريف في القاهرة احب كتابة الأخبار والتريندات