عقود فول الصويا تهبط مع ترقب الأسواق لأهداف استيراد الصين
انخفاض عقود فول الصويا مع مراقبة السوق لأهداف الصين
الإثنين، 24 نوفمبر 2025 – 5:45 م
فول الصويا
تراجعت عقود فول الصويا إلى نحو 11.2 دولار للبوشل، بعد صعود سابق صوب أعلى مستوى في 16 شهرًا خلال نوفمبر الجاري، وجاء هذا الانخفاض مع تزايد الشكوك بشأن قدرة الصين على بلوغ هدف مشتريات يبلغ 12 مليون طن، كما قاد التراجع تحركات محافظ المضاربين والمتعاملين الذين أعادوا تقدير مراكزهم وسط تقلبات السوق، مما أعاد تسليط الضوء على هشاشة التوازن بين العرض والطلب العالمي.
أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية عن مبيعات لفول الصويا إلى الصين بلغت 1.584 مليون طن خلال الأسبوع الماضي، وهي أعلى وتيرة مبيعات أسبوعية منذ نوفمبر 2023، وهذه العمليات التصديرية تعكس وجود طلب حقيقي من المستورد الرئيسي، لكنها ترافقت مع حالة من التردد في السوق التي ما تزال تنتظر دلائل إضافية على استمرارية الطلب الصيني قبل تعديل التوقعات السعرية بشكل جذري.
ساهمت وفرة المخزونات الصينية وهوامش التكسير المنخفضة في تقويض دلالات المبيعات الأخيرة، كما أدت الفجوة في تنافسية الأسعار بين الإمدادات الأمريكية والإمدادات البرازيلية إلى مزيد من التردد لدى المشترين، فالسعر والمواعيد اللوجستية وأسعار الشحن والعملات كلها تدخل في معادلة اختيار المصدر، وبالتالي بقيت التوقعات بشأن شراء شحنات إضافية غير يقينية.
على صعيد الموسم الأمريكي، بلغ تقدم حصاد فول الصويا نحو 95% حتى 16 نوفمبر، وهو أداء متأخر عن 98% في العام الماضي ومتراجع عن متوسط السنوات الخمس الأخيرة البالغ 96%، وقد أثر تأخر الحصاد جزئيًا على جودة بعض الشحنات وإمكانية تسليمها في المواعيد المتوقعة، كما يلقي هذا التأخير بظلاله على توافر الإمدادات الفورية في السوق المحلية والعالمية، مع استمرار متابعة المتعاملين لتطورات الطقس التي قد تؤثر على بقية الحقول.
في البرازيل تصاعدت المخاوف بشأن الجفاف في مناطق محددة، ما دفع مؤسسة سافراس إلى تعديل تقديراتها للإنتاج لأسفل، رغم أن التقديرات العامة ما زالت تشير إلى احتمال وصول الإنتاج إلى مستويات قياسية، وتجري الزراعة بوتيرة متقدمة حيث أُكملت نحو 70% من عملية زراعة المحصول، وهو معدل يفوق المتوسط التاريخي، لكن تأثر بعض المناطق بالجفاف يضع ضغطًا على جودة المحصول ومردوده، ويجعل توقيت الشحنات وكمية الصادرات المستقبلية نقطتين أساسيتين في حسابات الأسواق.
تبقى أسعار فول الصويا حساسة لمجموعة من العوامل المتداخلة، بما في ذلك وتيرة مشتريات المستوردين الرئيسيين وعلى رأسهم الصين، ومستجدات الطقس في منطقتي المنتجين الرئيسيتين الولايات المتحدة والبرازيل، إضافة إلى هوامش التكسير والاختلاف في تكاليف الشحن وسلاسل الإمداد، وفي ضوء ذلك يتابع المنتجون والمشترون والمحللون تحركات الشحنات وتقارير المخزون والأخبار المتعلقة بالمناخ عن قرب لتقييم اتجاهات الأسعار المقبلة.


تعليقات