رسوم ترامب تهدّد حصة البرازيل في سوق القهوة الفورية بالولايات المتحدة
قلق برازيلي من تأثير الإبقاء على الرسوم الأميركية على القهوة سريعة التحضير
رابطة القهوة الفورية في البرازيل أعربت عن قلقها البالغ من احتمال فقدان البلاد لحصتها في سوق القهوة سريعة التحضير بالولايات المتحدة، وذلك بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإبقاء على رسوم جمركية بنسبة 50% على هذا المنتج، في وقت خفّضت فيه واشنطن الرسوم المفروضة على القهوة الخضراء ومجموعة من المنتجات الغذائية الأخرى، ما يترك قطاع القهوة الفورية في مواجهة مخاطر تنافسية حقيقية، ويتسبب في حالة من الارتباك داخل صناعة تحظى بأهمية تصديرية كبيرة للبرازيل.
أصدر الرئيس الأميركي، يوم الخميس، قراراً قضى بإلغاء الرسوم البالغة 40% عن مجموعة من السلع الغذائية البرازيلية، شملت لحوم البقر والقهوة الخضراء التي تمثل الجزء الأكبر من صادرات حبوب القهوة، إضافة إلى الكاكاو والفاكهة، وهي خطوة لقيت ترحيباً واسعاً لدى قطاعات عدة لكنها تركت قطاع القهوة سريعة التحضير خارج نطاق الإعفاءات، ما دفع الجهات المعنية إلى إعادة تقييم الآثار الاقتصادية والتجارية المترتبة على هذا الاستثناء.
الرسوم التي جرى فرضها في أغسطس الماضي كانت قد أدخلت كإجراء عقابي على البرازيل على خلفية ملاحقة رئيسها السابق جاير بولسونارو، الحليف السابق للرئيس الأميركي، ويُنظر إلى قرار الإلغاء الجزئي الآن كجزء من مراجعة أوسع للسياسات الجمركية، لكن استثناء القهوة سريعة التحضير يعكس أبعاداً معقدة تتعلق بالسياسة التجارية وخيارات الحماية السوقية بين البلدين.
وجاء هذا القرار أيضاً بعد خطوة مماثلة صدرت في الأسبوع السابق بإلغاء رسوم بنسبة 10% على عدد من المنتجات الزراعية الواردة من دول أخرى، وهو ما يأتي ضمن محاولات أميركية لمراجعة السياسات التي ساهمت في ارتفاع أسعار الغذاء داخل السوق المحلية، غير أن التدرج في الإعفاءات وترك قطاعات بعينها خارجها أدّى إلى توترات جديدة مع شركاء تجاريين يعتمدون على السوق الأميركية كوجهة تصديرية أساسية.
رغم هذه التنازلات الجزئية من الجانب الأميركي، ظلّت القهوة سريعة التحضير خارج قائمة الإعفاءات، وهو ما اعتبره منتسبو القطاع ضربة مباشرة لقدرات التصدير البرازيلية، إذ تمثل الولايات المتحدة نحو 20% من صادرات البرازيل من هذا المنتج، وبالتالي فإن إبقاء الرسوم يعرض الموردين البرازيليين لخطر فقدان عملاء مهمين لصالح منافسين دوليين قد يستفيدون من الشروط الجديدة، مع ما لذلك من أثر سلبي طويل المدى على سلسلة القيمة في الداخل البرازيلي.
في بيان رسمي نقلته منصة ياهو فاينانس، قالت الرابطة إن «القهوة سريعة التحضير لم تدرج ضمن الإعفاءات المحددة في ملاحق الأوامر التنفيذية»، موضحة أن هذا الاستثناء «يتعارض مع التقدم المحقق في المفاوضات الثنائية ويشكل تحدياً مستمراً للقطاع»، وأضافت أن «استمرار فرض الرسوم يعرض القطاع لخطر فقدان حصته السوقية لصالح موردين آخرين»، محذرة من أن «استعادة هذه الحصة وولاء المستهلك سيكونان مهمة شديدة الصعوبة، مع خسائر طويلة الأمد على سلسلة الإنتاج الوطنية بأكملها».
المعطيات الراهنة تضع صناعة القهوة الفورية أمام تحديات عملية تتجاوز مسألة الرسوم وحدها، إذ يتطلب الحفاظ على الحصة السوقية استجابة متكاملة تشمل تسريع المفاوضات الثنائية، تعزيز القيمة المضافة محلياً، والعمل على سياسات دعم تساعد المنتجين على الصمود أمام تحوّلات الطلب العالمي، وفي الأجل القصير يبقى القطاع مضطراً لمتابعة التطورات واتخاذ إجراءات احترازية للتخفيف من الخسائر المحتملة، مع الدعوة إلى حوار دبلوماسي وتجاري عاجل لحماية مصالح سلسلة الإنتاج البرازيلية.


تعليقات