تتواصل حالة التوتر الميداني في الأراضي الفلسطينية في ظل اوضاع إنسانية صعبة بعد مرور عامين على بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث ما تزال آثار الدمار والتهجير حاضرة، فيما تتواصل عمليات القصف والاقتحامات في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.
وبينما تحاول الأطراف الدولية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الهش، تكشف الوقائع اليومية عن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، سواء من خلال الغارات المتكررة أو ممارسات التنكيل بالأسرى والجثامين، في ظل تدهورٍ إنساني غير مسبوق ونقاشات سياسية متسارعة حول ترتيبات ما بعد الحرب.
تصعيد ميداني شمال قطاع غزة
شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأربعاء، ثلاث غارات جوية استهدفت مناطق شمال شرق بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، داخل ما يُعرف بـ«الخط الأصفر».
كما تعرضت أحياء التفاح والزيتون والشجاعية في شرق مدينة غزة لقصف مدفعي مكثف خلال الساعات الماضية، فيما شهد مخيم البريج ومنطقة دير البلح وسط القطاع إطلاق نار متكرر من الآليات العسكرية الإسرائيلية، في استمرارٍ لخرق اتفاق وقف إطلاق النار المعلن منذ أسابيع
الدفاع المدني ينتشل جثامين دفنت على عجل
أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، الثلاثاء، استخراج 35 جثمانًا لفلسطينيين مجهولي الهوية كان قد جرى دفنهم على عجل في إحدى مناطق القطاع خلال أشهر الحرب.
وأوضح البيان أن الطواقم انتشلت الجثامين من ساحة عيادة الشيخ رضوان بمدينة غزة، ونقلتها إلى مستشفى الشفاء لأخذ عينات وراثية وحفظها، بالتعاون مع منظمات دولية لتحديد هوية الضحايا.
ووفقاً للجدول الزمني المعلن، ستبدأ عملية إعادة دفن الجثامين في مقبرة الصليب الأحمر بمدينة دير البلح خلال يومين، بعد استكمال الإجراءات اللازمة.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان كان قد أشار في تقارير سابقة إلى اضطرار الفلسطينيين لدفن ذويهم في مقابر عشوائية بالشوارع والحدائق والمستشفيات نتيجة كثافة القصف، فيما تعمل فرق الدفاع المدني على نقل الجثامين إلى مقابر شرعية بعد التعرف عليها.
اتهامات دولية بتعذيب الأسرى والتنكيل بالجثامين
كشفت مصادر طبية في غزة أن عدداً من الجثامين التي سلمها الاحتلال ضمن صفقة التبادل الأخيرة تحمل علامات واضحة على التعذيب والتنكيل، من بينها آثار لتقييد الأيدي وتعصيب العيون وإصابات نارية مباشرة.
وبحسب وزارة الصحة، تسلم القطاع 315 جثمانًا دون بيانات تعريفية كاملة، فيما أشارت الفرق الطبية إلى أن بعضها يحمل مؤشرات على إعدامات ميدانية ومعاملة قاسية قبل الوفاة أو بعدها.
وفي هذا السياق، عقدت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب في جنيف جلسات خاصة لمراجعة التزام إسرائيل بالاتفاقية الدولية، وسط تقارير حقوقية تتهمها بانتهاج التعذيب الممنهج.
وطالب خبراء الأمم المتحدة تل أبيب بتوضيحات حول الاعتقالات الإدارية وتعذيب المحتجزين واحتجاز القاصرين في ظروف غير إنسانية.
وقد أفاد عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين أُفرج عنهم مؤخرًا بأنهم تعرضوا داخل السجون الإسرائيلية لتعذيب جسدي ونفسي قاسٍ، مؤكدين أن تلك الممارسات تزايدت مع تصاعد العمليات العسكرية الأخيرة في غزة.
قلق أمريكي من مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار
ذكرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية أن بعض المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب أعربوا عن قلقهم من صعوبة تنفيذ البنود الأساسية في اتفاق وقف الحرب في غزة، لا سيما ما يتعلق بنشر ما تُسمى “قوة الاستقرار الدولية”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إن واشنطن تترقب صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن غزة، يعقبه مؤتمر دولي للمانحين لتحديد آليات تمويل وإدارة مرحلة ما بعد الحرب.
ويأتي ذلك في ظل استمرار تداعيات العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، وخلف أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى تدمير نحو 90% من البنية التحتية المدنية في القطا
الضفة الغربية والقدس: تصاعد الاقتحامات والاعتداءات
في القدس المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي – ترافقها جرافات عسكرية – بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، ونفذت عمليات هدم جديدة استهدفت منازل الفلسطينيين بحجة البناء دون ترخيص.
وفي الضفة الغربية، شهدت عدة محافظات مساء الثلاثاء سلسلة من الاعتداءات والاقتحامات نفذها جنود الاحتلال والمستوطنون، ما أسفر عن إصابات واعتقالات وأضرار مادية واسعة.
كما واصل المستوطنون اقتحام المسجد الأقصى وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال، في ظل تصاعد الاعتداءات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في القدس والضفة على حد سواء.
تعليقات